المرأة و السلم المهني

المرأة و السلم المهني

في الماضي كان ينظر إلى المرأة كربة منزل تنحصر واجباتها العملية حول العناية بأطفالها و بزوجها و تلبية مطالبهم، أما الآن و في يومنا هذا بدأت هذه الصورة النمطية تنحسر مع تغير النمط الفكري للمجتمع مما أدى إلى زيادة أعداد النساء اللواتي بدأن يشغلن و ظائف عديدة و كان لهن مساهمات حيوية كثيرة في الأماكن التي يعملن فيها. مع هذا التطور الذي طرأ على المفاهيم الإجتماعية الذي آدى إلى قبول نموذج المرآة العاملة ما زلت الكفة في ميدان العمل و الأعمال ترجح لصالح الرجل دون حدوث توازن بين قطبي المجتمع.

حددي أهدافك

قبل دخولك لأي شركة، عليكي أن تفكري بالمسلك المهني الذي تودي العمل به لفترة طويلة و ليس بالوظيفة التي ستعملي بها لفترة مؤقته و من ثم تتركيها للعمل في آخرى أو غير ذلك. يحب عليك إنتقاء المسلك المهني الذي يتفق مع مؤهلاتكي و طموحاتكي و الأهم من ذلك عليك إختيار المسلك الذي يعجبكي الأمر الذي سيفتح مجالا أكبر أمامكي حتى تقدمي فيه.

يجب عليكي أن تضعي أهدافك المهنية وفق جدول زمني محدد حتى تسيري عليه و الذي قد تتراوح مدته من سنة أو ثلاث أو خمسة على سبيل المثال. كوني مدركة من أن النجاح المهني لن يأتي بيوم و ليلة بعض النظر عن الجهد الذي تبذليه في أثناء عملكي، حيث عليكي التحلي بالأصرار و الثبات خلال رحلتكي لتحقيق أهدافكي و أيضا يجب عليكي تبني المرونة في مسيرتك حتى تتأقلمي مع عملية التغير التي قد تحدث بكل سهولة. كذلك ننصحك بعدم التخلي عن التفائل خلال مسيرتكي لأنه من دونه ستفقدين رغبتكي في التقدم و النمو المهني.

تعلمي مهارات المفاوضة

تبدء المفاوضات بجلوسك على كرسي المقابلة، إذ أول خطوة لك هي المفاوضة حول الراتب الذي ترغبي بالحصول عليه و غيره من ميزات. لكن عليكي أن تكوني مدركة تماما من أن المفاوضات لن تنتهي عند خروجكي من تلك الجلسة بالحزمة التي ترغبي، و ذلك لأن عليكي المفاوضة مرة آخرى على الراتب و على فرص التقدم و النمو المهني إلى جانب المفاوضة على تزويدكي بالتعليم و التدريب الذي يلزم.

كوني واثقة من نفسكي و مؤمنة بقدرتكي عند دخولكي في أي جلسة مفاوضات حيث يجب عليكي تقديم المهارات التي تمتلكي و الإنجازات التي قمت بها في السابق، كما عليك ذكر ما ستقومي به في المستقبل بكل وضوح. أظهري للطرف الآخر قدرتكي على تحمل المزيد من المسؤوليات م ع ذكركي للفوائد التي ستدريها على الشركة في المستقبل. حاولي قدر إمكانكي من إظهار نفسكي بأكثر الصور إيجابية عن طريق الثقة بنفسك و أصراركي الثابت على قدرتكي على تحقيق كل ما يسند إليكي من واجبات.

كوني الصدقات و أتركي إنطباعا إيجابيا

يحتاج النساء بوجه الخصوص إلى تكوين صداقات داخل مكان عملهن مع من يتمتعون بعلاقات حميدة مع من يمكن وصفهم بالعامية ب "ذوي الدقة القديمة" و التي تكون قد إختفت مخلفة ورائها بعض الشوائب وذلك للدور الإيجابي الذي تلعبه هذه الصدقات في تدعم المرأة في حياتها المهنية.

شاركي أفكاركي مع زملائكي في العمل و إعملي على تأهيل بيئة يعمها الولاء و الدعم المتبادل، كما عليكي أن تكوني عضوا فعالا في الفريق يمكن الإعتماد عليه في جميع الظروف و الأحوال. حاولي قدر إمكانك آلا تلجئي إلى الخداع في المنافسة مهما كانت رغبتك في النمو و التقدم المهني قوية. أيضا، عليكي أن تتحملي مسؤولية أفعالك و ذلك لأن الإشارة بإصبع الإتهام إلى شخص آخر لن يصب في مصلحتك في المستقبل.

عليكي أن تسعي إلى بناء علاقات حميدة مع رئيسك المباشر و أصحاب المناصب الرفيعة في الشركة التي تعملي بها مرورا بمديرها، كما عليكي العثور على مرشد لكي تكتسبي منه الخبرات و الحكمة إلى جانب المعارف الذين قد يفيدوكي في المستقبل. تكمن أهمية تلك العلاقات في الدور الذي تلعبه في حصولك على ترقية في نفس الشركة و قد تؤمن لكي أيضا وظيفة تفتح لكي المجال للتقدم في شركة آخرى. عند نهاية المطاف، عليكي أن تصبحي مرشدة لشخص آخر عند حلول اللحظة المناسبة.

نظمي نفسك

في يومنا هذا تضاعفت حاجة المرأة إلى إحداث توزان بين حياتها كإمرأة عاملة و واجباتها المنزلية بنسبة فاقت حاجة الرجل لذلك، حيث يتطلب ذلك تطوير مهارات الإدارة و تحديد الأولويات التي تتمتع بها.

أولا، عليكي أن تكوني مبادرة في عملكي و منزلكي، فمثلا عليكي القيام بتحديد مواعيد الأطفال بوقت مسبق كما عليكي تنظيم جدول عمل طويل الأمد يساعدكي على التنسيق بين واجباتكي المنزلية و الوظيفية و يحول دون إختلاطها. يجب أن تدركي تماما وجود إحتمالية ظهور بعض الأمور فجأة و التي لم تأخذيها في حسبانك أبدا، الأمر الذي يدفعكي إلى تبني المرونة في وضعكي للجدول.

ليكن لديكي أهداف محددة لتمشي وفقها حتى تحققيها و قومي بتوزيع ال واجبات التي يمكن وصفها بالغير ضرورية على غيرك حتى لا تستهلك جميع طاقتك و وقتك، لكن عليكي إدراك كونك الشخص الوحيد الذي ستقع المسؤولية على عاتقه.

حاظفي على مظهرك لائقا

إذا كنتي تطمحي إلى تحقيق النجاح المهني في عملك، عليك أن تتمتعي بالشغف و الحب لوظيفتك و إتقانك لها. لكن تلك الأمور لا تعد كافية لكي حتى تحققي غايتكي و ذلك للدور الكبير الذي يلعبه الإنطباع الأولي في عالم الأعمال.

يعد الإنطباع الأولي الذي يكونه عنك الآخرين من أهم العوامل التي تؤثر في تكوين صورتك في أذهانهم، إذ عليك إرتداء الثياب التي تليق بعملك و التي تعد مهنية إلى حد كبير. كذلك، عليك أن تكوني منتصبة القامة في مشيتك و عليك ضمان عدم إعطاء نفسك أي صورة سلبية تعرقل مسيرتك المهنية.

أخيرا و ليس آخرا، عليك التنبه دائما إلى طريقة حديثك مع زملائك و رؤسائك. عند حضوركي الإجتماعات عليكي تجنب تقديم إقتراحاتكي و آرائكي بنبرة صوت تنم عن تردد أو أسف. أيضا، يجب عليكي التنبه إلى إرتفاع نبرتك عند التحدث، إذ يجب التحدث بإعتدال و بهدوء إلى جانب تبني نبرة صوت تنقل إيمانكي بآرائكي للمتلقي.

وازني بين واجباتك

أملت التقاليد على المرأة منذ طفولتها لعب دور الشخص الذي يحرص على راحة الآخرين و كسب رضاهم، فبينما يكون لتقديم رضى الناس على رضاك دورا هام في مسيرتك المهنية عليكي أن تحرصي من عدم السماح للآخرين بإستغلالكي بشكل جائر. فمثلا، فرض العرف السائد على المرأة العمل في السكرتاريا أو مساعدات للمدراء الرجال و هذه الوظائف تتطلب من المراة كأي وظيفة آخرى تعمل بها تبذل الجهد المضاعف الذي يفوق ما يبذله نظيرها الرجل على آداء فروض لا معنى لها و لا فائدة.

غالبا ما تجد المرآة العاملة نفسها واقعة في متاهة العمل الجاد و التفاني و الحيال من وقوعها فريسة للإستغلال الجائر، فمن متطلبات التقدم المهني الإجبارية تخصيص المزيد من الوقت و بذل الجهد المضاعف لتحقيقه. و لكن إذا وجدت المرآة نفسها بأنها مستغلة مهنيا طوال الأسبوع و حتى في العطل في الوقت الذي يجلس نظرائها الرجال دون عمل يقومون به، عليها الإجابة بالرفض و هذا حق مشورع لها.

لا تفقدي عزمك

لقد خطت النساء في العقود السابقة و في الوقت الحالي خطوات كبرى و مع ذلك ما زال الطريق طويل أماهن حتى يصلوا إلى المر حلة التي وصل إليها الرجل. كوني مستعدة دائما و ذلك لأنه سيمر عليكي يوم سيتم تجاهلكي فيه عند توزيع الترقيات و الزيادات على الراتب، عليكي آلا تفقدي عزمكي و إصراركي في تلك الظروف لكونهما السبيل الوحيد الذي ستتمكني من خلاله الإنتصار على هذه العراقيل و عليك التذكر دائما من هذه الظروف السيئة واجهت العديد من النساء العاملات من قبلك و أنتصروا عليها لأنهم كانوا على يقين تام من أن المثابرة و العمل الجاد هما السبيل الوحيد لهم للنجاح و لا يوجد عنه بديل.

و في الختام، تذكري أن هناك عالم كبير بحاجة إلى موظفات مثابرات و ماهرات مثلك، فننصحك بالبحث عن شركة آخرى للعمل بها إذا إستمر شعورك بعدم الرضى عن و ضعك الحالي و عدم حصولك على التقدير اللازم.

Mohannad Aljawamis
  • قام بإعلانها Mohannad Aljawamis - ‏24/02/2008
  • آخر تحديث: 03/12/2018
  • قام بإعلانها Mohannad Aljawamis - ‏24/02/2008
  • آخر تحديث: 03/12/2018
تعليقات
(0)