هل أصبح ماجستير إدارة الأعمال والخبرة الدولية مؤهلات أساسية يتعين على المدراء التنفيذيين في العالم اكتسابها؟

هل أصبح ماجستير إدارة الأعمال والخبرة الدولية مؤهلات أساسية يتعين على المدراء التنفيذيين في العالم اكتسابها؟

هل أصبح ماجستير إدارة الأعمال والخبرة الدولية مؤهلات أساسية يتعين على المدراء التنفيذيين في العالم اكتسابها؟ أشارت أبحاث حصرية صدرت في مايو2008 الى أن شغل المناصب الإدارية العليا أصبح أقل صعوبة من الماضي، وقد جعل ماجستير ادارة الأعمال الأمر أكثر سهولة. كما أشارت أبحاث أخرى حول العادات المهنية الخاصة بأفضل المدراء التنفيذيين في العالم الى أن المجال المالي حلّ محل مجال التسويق وأصبح المجال المهيمن لشغل المناصب التنفيذية العليا، وأن الخبرة الدولية أصبحت ضرورية الى حد ما، كما أصبحت الشهادة في ماجستير إدارة الأعمال تسهّل عملية الوصول الى المناصب الإدارية العليا.

يعتبر البحث الذي أجرته الدكتورة مونيكا حموري (الحاصلة على درجة الدكتوراة من جامعة وارتون) في كلية IE Business في مدريد، اسبانيا، من أكثر الدراسات شمولاً في ما يتعلق بالمسارات المهنية والعادات الخاصة بأفضل المدراء التنفيذيين في العالم. وبالتركيز على أفضل عشرة مدراء تنفيذيين من كل شركة ظهرت من بين أهم100 شركة عالمية بحسب مجلةFortune بين عام1980 و2001، يظهر البحث المُعلن في مجلة Harvard Business Review ملف المدراء التنفيذيين في العصر الحديث ومسارهم المهني، بالاضافة الى الدور الذي لعبه ماجستير ادارة الأعمال في تطوير مسيرتهم المهنية.

والمثير للإهتمام أن ماجستير ادارة الأعمال وكليات ادارة الأعمال الرائدة لعبا دوراً مهماً للغاية في تطوير مسيرة المدراء التنفيذيين المهنية، لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية، ناهيك عن ارتفاع عدد النساء العاملات في مجال الإدارة التنفيذية.

وتشير الإحصائيات الى أن المدراء التنفيذيين في عام2001 كانوا أكثر ثقافة وعلماً، حيث أكملوا سنوات دراسية أكثر بنسبة2% تقريباً -17,3 سنة في المتوسط مقارنة مع17 سنة لنظرائهم في عام1980. في الواقع، إن الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً على مقاعد الدراسة هم أكثر احتمالاً لشغل مناصب عليا في الشركات، حيث يجد التنفيذيين الشباب أنفسهم يشغلون المناصب التنفيذية العليا في نهاية القرن. وقد بلغ متوسط عمر المدراء التنفيذيين52 عاماً في2001 مقارنة مع56 عاماً في1980.

كما يوجد اختلافات إقليمية أيضاً، حيث يبلغ متوسط عمر المدير التنفيذي الأوروبي ما يزيد عن54 عاماً مقارنة مع متوسط عمر المدير التنفيذي الأمريكي الذي يبلغ حوالي56,2. كما تتمتع أوروبا بنسبة أكبر من المدراء التنفيذيين الذين تبلغ أعمارهم45 عاماً (14% مقارنة مع8% في الولايات المتحدة الأمريكية)، بالاضافة الى شريحة العمر46-55 (41% مقارنة مع36% في الولايات المتحدة الأمريكية). وقد يعود سبب هذا الإختلاف الى الوقت الذي يقضيه المسؤولين التنفيذيين الامريكيين في دراسة ماجستير ادارة الأعمال. فقد أشار البحث الى أن المدراء التنفيذيين في الولايات المتحدة (38%) الحاصلون على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال هم أكثر عدداً من نظرائهم الأوروبيين (16%).

وتقول الدكتورة حموري: "تشير بيانات المدراء التنفيذيين الجدد الى أهمية ماجستير إدارة الأعمال. في الواقع، تشهد نسبة خريجي ماجستير إدارة الأعمال تزايداً بين جيل المدراء التنفيذيين الأصغر في أروربا. حيث أن34% من المدراء التنفيذيين الأوروبيين الذين تبلغ أعمارهم45 عاماً أو أقل حاصلين على ماجستير إدارة الأعمال، في حين أن هذه النسبة تبلغ10% فقط بين المدراء التنفيذيين الذين تبلغ أعمارهم55 عاماً أو أكثر."

وأضافت قائلة: "يأتي الدليل الثاني من الدراسة التي أجريتها مع بيتر كابيلي حول المقارنة بين المدراء التنفيذيين بين عام1980 و2001. بحسب إحصاءات مجلة Fortune العالمية لأفضل المدراء التنفيذيين خلال كلتا الفترتين، بخصوص الدرجة الثانية أو الشهادة الجامعية أو الماجستير، كانت نسبة ماجستير الأعمال والقانون، مقارنة مع جميع التخصصات الأخرى بما في ذلك الفنون والعلوم،23% في عام1980، وقد زادت بنسبة بسيطة في عام2001 لتبلغ26,6%. وعلى الرغم من ذلك، شهد العدد الإجمالي للدرجات الثانية للأعمال والقانون ارتفاعاً خلال كلتا الفترتين، فقد بلغ عدد هذه الدرجات187 في عام1980، مقارنة مع307 في2001.

ومع تزايد أعداد المدراء التنفيذيين المتعلّمين في العالم، تعد الخبرة الدولية بالنسبة للدكتورة حموري ضرورية جداً لتحقيق التقدم، مع وجود تحذيرات بخصوص ذلك. فقد صرّحت: "إن الخبرة الدولية ليست ضرورية فحسب، فقد أصبحت واحدة من المؤهلات الأساسية المطلوبة. وعلى الرغم من أنها تبطئ تقدمك وقد تكون مغامرة مهنية، الا أنه يُنظر اليها بشكل ايجابي للغاية هذه الأيام."

لم يكن هكذا الحال في الماضي. ففي عام1993، بلغت نسبة المدراء التنفيذيين الأمريكيين الذين يمتلكون خبرة دولية7% فقط. وقد بلغت آخر نسبة44%، الأمر الذي يشير الى أهمية هذه الخبرة في سوق العولمة. وتشرح الدكتورة حموري الأمر قائلة: "أصبحت الخبرة الدولية من المؤهلات الأساسية للعمل الى جانب مجموعة المهارات الأخرى المطلوبة. ويجب أن ترتبط هذه الخبرة بمهارات حل المشاكل والمهارات الإدارية، فإدارة الموظفين الذين يعملون عن بعد يتطلب التمتع بمهارات إدارية والقدرة على التعامل مع الأمور المعقدة."

ولكن يجب الحذر عند اتباع هذه النصيحة، احصل على بعض الخبرة الدولية ولكن لا تبقى خارج البلد لوقت طويل. فالأشخاص الذين يقضون سبع سنوات أو أكثر خارج البلد يؤدون مهامهم بطريقة أسوأ من نظرائهم الذين لم يقضوا هذه الفترة في الخارج، إذ يستحسن التعامل مع المدراء بمرحلة مبكرة من المسيرة المهنية. وتقول الدكتورة حموري: "إن الأشخاص الذين يؤدون مهام عمل أقل في الخارج لمدة قصيرة تتراوح بين سنة الى سنتين، أو أولئك الذين يكتسبون خبرة دولية مع البقاء في المكتب الرئيسي في الشركة وزيارة فروعها في البلدان المختلفة، هم أكثر احتمالاً لشغل المناصب العليا في الشركة."

لقد أشارت دراسة QS TopMBA لعام2008 الى أن واحد من أصل6 مجيبين صرّحوا بأنهم يرون أنفسهم يعملون كمدراء تنفيذيين لدى شركات كبيرة بعد مرور10 سنوات على حصولهم على شهادة ماجستير إدارة الأعمال. هذه الفترة قصيرة نوعاً ما، الا أنها تشير الى قيام الأشخاص باكتساب الخبرة الدولية ودراسة ماجستير إدارة الأعمال في الوقت عينه.

المصدر: topmba.com

Mohannad Aljawamis
  • قام بإعلانها Mohannad Aljawamis - ‏27/11/2008
  • آخر تحديث: 03/12/2018
  • قام بإعلانها Mohannad Aljawamis - ‏27/11/2008
  • آخر تحديث: 03/12/2018
تعليقات
(0)