تقول برناديت كونراث، رئيسة Kellogg-WHU Executive MBA (EMBA)، بأن الشركات أصبحت تدرك بأنه يتعين عليها الاستثمار في تعزيز مسيرة الموظف المهنية من أجل الاحتفاظ بأفضل المدراء لديها. وقد أشارت حوارات تم إجراؤها مؤخراً مع مدراء القبول في أفضل كليات إدارة الأعمال في العالم الى أن التعليم التنفيذي سيستمر في النمو حتى عام2009. مما يشير الى أن الشركات أصبحت تأخذ هذا الإستثمار على محمل الجد.
في الواقع، أشار استبيان مجلس ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي الخاص بأعضاء الكلية (2007) الى أن نسبة الطلاب الذين حصلوا على ترقيات ارتفعت من34% في2004 إلى43% في2007. وتتابع كونراث قائلة: "بناء على ملاحظات خريجينا وشركائنا، أعتقد بأن عدد المسجلين في ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية يشهد تزايداً حيث أصبحت الشركات تستثمر بشكل أكبر في الموظفين بهدف الاحتفاظ بهم. كما أن الطلب على أفضل التنفيذيين يزداد باستمرار."
نظراً لاستهداف ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي لكبار المدراء والتنفيذيين الشباب، كان هذا البرنامج من أكثر قطاعات التعليم الإداري تطوّراً خلال السنوات الخمسة الماضية. كما قامت العديد من الكليات، مثل كلية كاس لإدارة الأعمال في لندن وجامعة فيرجينيا داردن، باطلاق برامج جديدة. ومن ناحية أخرى، تقوم كليات آخرى باطلاق برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي، مثل كلية روتمان في جامعة تورونتو، وسانت غالن في سويسرا، وإنسياد وجامعة تسينغهوا في الصين، وكلية لندن للأعمال وكلية كولومبيا للأعمال، واستهداف جمهور متنقل دولياً.
أشار كيرت وود، مدير التسويق والقبول في كلية ايراسموس روتردام للإدارة، الى أن الطلب على البرنامج لم يعد إقليمياً فحسب. حيث تسعى القطاعات الإقتصادية التي تشهد تطوّراً سريعاً لتدريب جيل جديد من كبار المدراء ذوي الخبرة الدولية كي تتمكن من مواصلة النمو. ويصرّح كيرت قائلاً: "لقد أصبحنا نتلقى المزيد من الإستفسارات والطلاب من الأسواق الجديدة، حيث تنخرط آسيا الوسطى في هذا المجال بشكل كبير."
ونظراً لازدياد عدد طلاب ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي، أصبح هذا البرنامج يقدم فرصاً للتعلّم عن بعد على شبكة الإنترنت. في الواقع، تلعب الدروس التعليمية على شبكة الإنترنت، والبرامج الجماعية، والمحاكاة، والتعلّم الافتراضي دوراً مهماً في منهج التعليم المتبع. وقد أظهر جورج هيل، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في بيل ساوث الدولية، اعجابه في قسم التعلّم عن بعد الخاص ببرنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي في جامعة إيموري. حيث صرّح قائلاً: "إن التعلّم عن بعد هو صورة إفتراضية للقاعة الصفية، فالحوارات على شبكة الإنترنت هي وسيلة رائعة سمحت لى بالمشاركة فيها أثناء سفري. أعتقد أن الحوارات على شبكة الإنترنت توازي فاعلية الدراسة في القاعة الصفية."
إن الجمهور الدولي ليست الشريحة الوحيدة التي انجذبت لماجستير إدارة الأعمال التنفيذي، حيث تتزايد أعداد النساء التي تفكر في التسجيل في هذا البرنامج مع سعيها لتحقيق التوازن بين عملها وعائلتها. في الواقع، تبحث العديد من كليات ماجستير ادارة الأعمال التنفيذي عن نساء مؤهلات تأهيلاً عالياً مع خبرة مهنية أقل من التي تطلب عادة. يرى عميد كلية ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي في جامعة كولومبيا، ايثان هانبيري بأن أعداد النساء التي ترغب بالالتحاق بالبرنامج في تزايد مستمر. إذ يقول: "ستقوم النساء بدراسة الماجستير أثناء سعيها للتقدّم مهنياً، وقبل أن تفكر في تكوين عائلة وإنجاب الأطفال. وعند النظر في متوسط عمر المرأة التي تدرس برنامج ماجستير ادارة الأعمال التنفيذي، يكون في ذروة سن الانجاب."
ما هو الدافع الذي يقف وراء تزايد الطلب على ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي؟ يتطلب هذا البرنامج استثماراً كبيراً في الوقت والمال من قبل كل من الموظف وصاحب العمل. فرانك بيرتزي هو الآن ممثل ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي ل Teraware Communications في الولايات المتحدة. فقبل أن يلتحق ببرنامج ماجستير ادارة الأعمال التنفيذي في جامعة ESC Lille في فرنسا، عمل مهندساً في وطنه لمدة12 عاماً. حيث صرّح قائلاً: "بعد أن عملت12 عاماً في مجال الهندسة، قررت الالتحاق بماجستير إدارة الأعمال التنفيذي لتولي مسؤولية حياتي المهنية وتوسيع آفاقي. لقد اكتسبت مهارات في مجال المبيعات والإدارة في العمل، ولكني أدركت في ما بعد أنني بحاجة لتعزيز معرفتي النظرية في الأعمال، والتي نادراً ما توجد في الشركات. لقد قررت الالتحاق بجامعة ESC Lille بسبب سمعتها الجيدة، وخبرتها الواسعة في ادارة المشاريع وبرنامج تبادل الطلاب مع جامعة UTS في سيدني. لقد حصلت على درجة ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية من فرنسا واستراليا وعلى شهادات في ادارة المشاريع وهندسة التكاليف. تحوّلت حياتي المهنية الى دولية، وأنا أعمل الآن لدى شركة عالمية مقرها في كاليفورنيا تقدم حلولاً في مجال الشبكات الضوئية."
بالنسبة لغالبية طلاب ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي، يعد الجدول المكثف جزءاً من المقايضة التي تجعلهم قادرين على كسب المزيد والمضي قدماً دون مقاطعة مسيرتهم المهنية.
المصدر: www.topmba.com
