لذا يبدو أن تضحية طلاب شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال بقضاء عطلة الصيف لصالح التدرب في إحدى الشركات هو إستثمار جيد يقوم به الطموحين منهم. ومع إرتفاع الطلب على حملة شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال، باتت خيارات التدرج أوسع من أي وقت مضى منذ آواخر التسعينيات. وتتنافس أهم الشركات على أفضل الطلاب حيث لم تعد الخيارات محدودة بالشركات الكبرى التي كانت توفر فرص العمل في السابق.
وبلغت نسبة التوظيف التي يقوم بها مكتب شركة A.T. Kearney في لندن، وهي احدى أكبر شركات الإستشارات في المملكة المتحدة،80% من المتدربين العشرة الذين تستقبلهم الشركة.
تحدث (روس غيراتي) إلى (إيمانيويل هامبرت)، مدير في A.T. Kearney، حول برنامج الشركة للتدريب الصيفي.
نحن نستقطب المتدربين في الصيف لفترة تتراوح بين الشهر ونصف والثلاثة أشهر من نفس برامج شهادة الماجيستير التي نختار منها موظفينا من حملة درجة الماجيستير في إدارة الأعمال وبالأخص من London Business School، و INSEAD، و Manchester Business School. يوجد العديد من النشاطات في برنامج التدريب الذي تقدمه A.T. Kearney، حيث يشمل مقدمة تأهلية و البرنامج التدريبي عينه الذي يخضع له المستشارين كافة الا ان مدته الزمنية أقصر للمتدربين.
وتوكل مشاريع مباشرة الى المتدربين يعملون عليها مع الزبائن حتى يكتسبوا خبرة حقيقية في حياة وعمل المستشار ضمن فريق إاستشاري و فريق تابع للزبون على حد سواء. ويحصل المتدرب أيضا على حصة من رأس المال الفكري لتطويرها للشركة والتي يستخلصون من خلالها هدف المشروع. فقد يطلب منهم مثلا، إعداد تحليل عن تطور قطاع التلفاز عبر الإنترنت في المملكة المتحدة؛ لكن تتسم المواضيع بالتنوع وباتساعها. يعمل لدينا حوالي10 متدربين في لندن كما نملك42 مكتبا في30 دولة والتي تستقطب بدورها المتدربين، لكن لكل مكتب برامجه الخاصة.
تكمن الفكرة من وراء برنامج التدريب في إعطاء المتدرب الوقت لتقييم الوظيفة ولمعرفة فيما إذا كانت A.T. Kearney هي الشركة التي يرغب العمل لديها. تقوم الشركة بالتأكيد بتقييم المتدرب، إذ نسأل أنفسنا عما إذا سيكون موظف ناجحا هنا. ويتم تقييم الموظفين بالإعتماد على المشاريع التي ينفذونها حتى نهاية فترة التدريب في A.T. Kearney حيث تعمل لجنة على تحديد أي من المتدربين يمكنه للعمل في الشركة. إنها وسيلة جيدة لكلا الطرفين لمعرفة فيما إذا كانا يرغبان في العمل مع بعضهما البعض.
ما من عدد محدد للمتدربين الذين نقدم لهم فرص عمل لدينا بدوام كامل، لأن ذلك يعتمد على المتردب نفسه. إذا برع كل منهم في البرنامج سنقدم لكل واحد منهم عرض عمل بسبب قلة عامل الخطر المصاحب لتوظيف شخص نعرفه أصلا بدلا من سلوك الطريق الإعتيادية في التوظيف. وتبلغ نسبة قبول المتدربين في مكتب لندن للعمل بوظيفة بدوام كامل في الشركة80%.
نستقطب المتدربين من بين طلبة شهادة الماجيستير كما نقوم بتوظيف حملة درجة الماجيستير من مختلف أنحاء العالم. لدينا الآن متدربين من جامعات مختلفة مثل London Business School، و Manchester Business، و INSEAD، و Cambridge Judge School of Business. هؤلاء هم الجامعات عينها التي نوظف منها حملة درجة الماجيستير للعمل لدينا بدوام كامل.
ويعتمد توقيت ذلك على فترة التوظيف التي تخص الجامعة؛ إذ نقوم على سبيل المثال بزيارة London Business School عند نهاية شهر تشرين الثاني ونقوم بزيارة INSEAD في آواخر شهر شباط. نزور كافة الجامعات لتوظيف الكوادر العاملة بدوام جزئي أو بدوام كامل بالإضافة إلى تقديم برنامج التدريب الصيفي لدينا.
بالنسبة للمتدرب تقع الفرص والتحديات في الطريقة التي سيثبت فيها نفسه في دور المستشار الحقيقي في فريق العميل وتقبلهالتحديات التي نضعها أمامه ليعتاد على جو العمل في الشركة، والعمل مع العميل، والفريق المنفذ للمشروع. ويتوقع منهم العمل بنفس آداء المستشار العادي. إنها وظيفة حافلة بالتحديات حيث نضع نحن المتدربين ضمن برنامج مفعم بالعمل والتدريب. ومن الأفضل لهم معرفة ماذا يعني أن يكون المرء مستشارا؛ فالبنسبة لنا في A.T. Kearney يقتضي عملنا التأكد من اندماجهم في الشركة وعملهم على مجموعة واسعة من الواجبات التي تضم تحديات عدة.
ويوكل لكل متدرب في برنامجنا واجبين حتى يتمكنوا من خوض أنواع وأنماط الواجبات المختلفة، و العمل مع الطواقم الأآخرى، والمستشارين وحتى العملاء حتى يتعرفوا على الوظيفة بشكل أوسع. ان إدخالهم في جو الوظيفة ومنحهم فرصة التواصل مع الشركة هو التحدي الذي نواجهه، إذ لا يكون لديك الوقت الكافي للقيام بذلك عندما تكون بجانب العميل. ويوجد لكل متدرب مرشد يضمن تعرضه للواجبات، والمشاريع، والأشخاص المتواجدون في الشركة.
المتدرب الجيد هو الشخص الذي يسعى بكل حماس للتعلم، هو الشخص الذي يعتاد على العمل المباشر على مشروع ومع العميل لدى وصوله الى A.T. Kearney. المتدربون الناجحون هم الذين يتمتعون بمهارات تحليلية جيدة وتفكير استراتيجي. هؤلاء الذين سينجحون في النهاية.
هناك صفات عدة نبحث عنها مثل القدرات الأكاديمية ومهارات الإتصال، حيث تعتبر هذه الأمور من المسلمات لدى أفضل خريجي إدارة الأعمال. أما بخصوص الصفات الإضافية التي نبحث عنها فهي الفضول، والشغف للتعلم، والرغبة في الغوص في المجهول حتى تجد دائما الفرصة للنمو والتطور. ويعني ذلك التحلي بالإبتكار والمبادرة والعمل على إحداث التغيير، ليس من الجانب النظري فقط بل في عالم الواقع. والأهم من ذلك، هو اننا بحاجة الى أشخاص يرغبون بالعمل جنبا إلى جنب مع العميل بدلا من الدخول بنمطية العلاقة بين الأستاذ والطلاب. إنها عبارة عن حالة من التعاون لجني أفضل النتائج وليس الغرض من هذه التجربة إعطاء المحاضرات.
المصدر: www.topmba.com
