نظرة عن قرب: آسيا

نظرة عن قرب: آسيا

لم يخضع أي مكان في العالم لضغط يمثال أو يفوق ذاك الذي خضعت له قارة آسيا. ففي ظل تزايد عدد سكانها بشكل كبير اضافة الى اقتصادها المزدهر ، تصبح السوق الآسياوية في أهم سوق في العالم بسرعة كبيرة. ومن المؤكد ان الهند والصين يسيطران على هذه المجريات لكن تجدر الاشارة الى وجود أسواق أخرى تشاركهما الرقعة أشهرها هونغ كونغ، وسنغافورة ، واليابان إلى جانب غيرها من الدول مثل ماليزيا وكوريا الجنوبية التي تبني شيئا فشيء حاجة قوية إلى أصحاب الكفاءات من أصحاب حملة شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال.

تعمل كليات إدارة الأعمال الآسيوية النامية والحديثة على تحسين قدراتها في تلبية إحتياجات الطلبة المحليين بالإضافة إلى توفيرها لبرامج معتمدة ومنافسة على المستوى العالمي للطلبة الأجانب. وحفز إنشاء معهد INSEAD فرعا له في سنغافورة الجامعات والمعاهد الدولية الأخرى لتفتتح فروع أخرى لها في قارة آسيا. فعلى سبيل المثال، افتتحت كل من جامعتي University of Nottingham البريطانية و Monash University الأسترالية فرعا لها في ماليزيا وهي تقدم نفس الشهادات المعتمدة بتكلفة أقل (تصل أحيانا الى30 % من التكلفة في المقر الرئيسي).

وتعتبر التكلفة المعقولة التي توفرها قارة آسيا إحدى المزايا الرئيسية للطلبة الأجانب الذين يحاولون تعزيز قابليتهم التسويقية عبر اكتساب خبرة عالمية ومتميزة في إدارة الأعمال بسعر معقول. وتعتبر الفرصة التي يحصلون عليها جراء إنغماسهم في ثقافة جديدة مختلفة جدا عن تلك التي يمتلكونها، واكتسابهم طريقة تفكير تجارية جديدة إلى جانب فرصة تعلمهم لغة آسيوية مفيدة جدا بالنسبة لهم. وكما قال مسؤلوا التوظيف في أكثر الشركات تميزا في العالم مثل (سيج بتلر) الذي يشغل منصب مدير قسم الموارد البشرية في IBM أوروبا: "لا يعد تكلم لغة ثانية أمر ضروري لكنه مفيد جدا. نحن نبحث عن أشخاص لا يتمتعون فقط بمؤهلات جيدة بل لديهم منهجية مميزة في إدارة الأعمال". وهل من مكان أفضل من المنطقة الأسرع تطورا في العالم لتعلم هذه الأمور ؟

وقال (براين باتيل) مدير QS World MBA Tour في الهند "في ظل توسع الطبقة الوسطى في الهند والصين وفي دول أخرى من المنطقة، ازدادت الحاجة لرجال الأعمال المتعلمين بشكل كبير. وفي ظل وتيرة نمو الشركات الآسيوية تضاعف (أو تفوق) تلك التابعة للشركات في أوروبا في العقد السابق، توفرت قيمة متزايدة من الدخل المتاح لفئات كبيرة من المجتمع. وينتج عن ذلك نموا في مجال الخدمات والصناعات التقليدية مما أدى إلى زيادة الطلب على رجال الأعمال والإداريين المميزين بشكل سريع جدا. ويمكن لشهادة الماجيستير في إدارة الأعمال سد هذه الفجوة في مرحلة معينة من المسيرة المهنية عندما يرتقي المرء للإدارة الوسطى. بالنسبة لوضع آسيا، هناك عدد متزايد من أصحاب الكفاءات من الذين يمتلكون خلفية تقنية مثل في مجال تكنولوجيا المعلومات، أو الهندسة، يرغبون في إكتساب المهارات الشخصية في الإدارة محاولين تغيير مسيرتهم المهنية بعد الحصول على شهادة الماجيستير".

ليس فقط الآسيويون هم الذين يبحثون عن فرصة للسفر إلى الخارج للدراسة في كليات إدارة الأعمال ( فأهم5 وجهات مستقبلة لهؤلاء الطلبة هي الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا وفرنسا) ولكن يطمح بدورهم الراغبون بالحصول على شهادة الماجيستير من سكان هذه الدول بالسفر إلى قارة آسيا للدراسة في الجامعات الآسيوية. وبين إستطلاع QS Applicant’s Surveyالذي أجري في العام2007، إحتلال سنغافورة المرتبة السادسة في قائمة أشهر الوجهات بينما شهدت الدول الأخرى زيادة ملموسة أيضا (مراجعة الجدول رقم1). وباتت تهتم المزيد والمزيد من الشركات بتوظيف الكفاءات المحلية من المنطقة بفضل اختيارهم الذهاب إلى أفضل الجامعات المحلية مثل National University of Singapore و Hong Kong University.

الجدول رقم1

البلد نسبة الطامحين للحصول على شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال والراغبين في الدراسة هناك
سنغافورة 19%
الهند 8.6%
اليابان 7.7%
هونغ كونغ 6.8%
ماليزيا 4.8%
الصين 4.5%

المصدر: إستطلاع QS Applicant’s Survey لعام2007

الاختلاط الدولي

أشار البحث السنوي الذي تجريه TopMBA إلى أن كليات عدة شهدت زيادة ملموسة في أعداد الطلبة الأجانب الملتحقين في برامجها. وسجل استقبال جامعة The Chinese University of Hong Kong الصينية للطلبة الأجانب نسبة عالية وصلت إلى75%، بينما بلغت نسبة الطلبة الأجانب في جامعة National University of Singapore السنغافورية95% مما يصنفها كاحدى أكثر الجامعات العالمية إستقبالا للطلبة الأجانب. وتحاول معظم الجامعات التي تقدم برامج شهادة الماجيستير باللغة الإنجليزية التعامل مع ذلك عبر مضاعفة نسبة الطلبة الأجانب في حرمها. ومن المؤكد ان ذلك يدر أرباحا على الجامعات من الناحية الإقتصادية ولكنه يعد أمر مهم جدا بالنسبة إلى الشركات العالمية أيضا التي توظيف أصحاب كفاءات وظيفية يتمتعون بخلفية دولية قوية.

العودة إلى العمل

وفيما تبقى شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال المعيار العالمي المؤهل لشغل أهم الوظائف الإدارية في قارة آسيا، يعتبرمن المهم القاء نظرة على التغييرات الوظيفية التي طرأت. ففي ظل التراجع الإقتصادي الذي طرأ على مجالات مختلفة مثل الإتصالات، والإعلام، والإستشارات، والقطاع المصرفي، انتقل الطلب على حملة شهادة الماجيستير من الشركات الكبرى إلى قطاعين غير تقليديين وهما: الشركات الحديثة والشركات المحلية. وباتت توظف الشركات التي تم تأسيسها على يد حملة شهادة الماجيستير الأشخاص برواتب معقولة. واستوعبت المنطقة الآسيوية أعدادا كبيرة من حملة شهادة الماجيستير في إدراة الأعمال خاصة كل من الهند والصين.

المصدر: QS TopMBA.com

Mohannad Aljawamis
  • قام بإعلانها Mohannad Aljawamis - ‏18/05/2008
  • آخر تحديث: 03/12/2018
  • قام بإعلانها Mohannad Aljawamis - ‏18/05/2008
  • آخر تحديث: 03/12/2018
تعليقات
(0)