برامج الماجيستير الأكثر عناية في البيئة – ونحن لا نتحدث عن الخبرة

برامج الماجيستير الأكثر عناية في البيئة – ونحن لا نتحدث عن الخبرة

ان اهتمامك بسلامة الكوكب لا يعني أن تربط نفسك بشجرة وان تصرخ بأعلى صوتك "أنقذوا الكوكب" لمدة طويلة. وخلال العقدين الماضيين، شقت المواضيع البيئية طريقها من أرصفة الشوارع أمام البنوك إلى غرف الإجتماعات في نفس هذه البنوك. وتماشيا مع ذلك، بدأت برامج شهادة الماجيستير بالتغير لتعكس التغيير الذي طرأ على الواقع عبر معالجة وضع عالم الأعمال للوعي البيئي وضرورة اتخاذ الإجراءت بحقه. لم يعد الموضوع يقتصر على إنقاذ الكوكب، بل بات يتطرق إلى الإستدامة البيئة لزيادة الأرباح الى أقصى حد خاصة على المدى البعيد.

وقال (توني سادونيتشيك) الذي حصل على شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال عبر برنامج RSM OneMBA والذي يشغل الآن منصب رئيس قسم الأبحاث والدراسات في منظمة "غرينبيس الدولية": "إقتنعت الحكومات وأصحاب الأعمال بشكل كبير بأن الأهداف الإقتصادية والبيئة لا تستبعد بعضها البعض. وقد بدأت قوى السوق بالتأكيد بفرض أن أفضل الخطط التجارية ستكون خطط تقدر المسؤولية تجاه البيئة. ويحاول مناصرو البيئة توسيع دائرة الحوار البناء مع الحكومات والصناعات المهنية حول كافة جوانب السياسات والممارسات البيئية التي تهتم بالمناخ، والمحيطات، والغابات، والزراعة المستدامة كونها تمثل مجالات أساسية للعمل على الوعي البيئي واتخاذ الخطوات المناسبة."

وبينما يظن البعض أن عمل المنظمات غير الهادفة للربح مثل منظمة غرينبيس يقتصر على مراقبة صيد الحيتان وتناول الأطعمة الحضراء فقط، تقوم مثل هذه المنظمات بدفع الشركات نحو إدخال الأولويات البيئية في نماذج أعمالها عبر عمليات الإبتكار. وتبحث الشركات بإستمرار مثل مجموعة Shell في تطوير أساليب جديدة لإستغلال الطاقة المتجددة ومصادرها – ليس فقط لتلميع صورتها التجارية أو لتلبية المبادرات الحكومية بل لتقليل التكاليف مما يخلق أفضلية تنافسية. وهناك طلب كبير جدا على أصحاب حملة الماجيستير الذين يمتلكون المعرفة الدقيقة حول كيفية إدارة وتوجيه هذه المشاريع. واحدى هذه الجامعات التي بدأت بتطبيق تلك البرامج هي جامعة ESADE: "يقارب البرنامج هذه المسائل عبر تصميم برامج وأدوات محددة. ويعتمد هذا البرنامج على نظرتنا تجاه المسؤولية الإجتماعية والإستدامة كموضوع عالمي يطال مواضيع الإدارة كافة.

ويعتبر برنامج Global Executive OneMBA الذي تتبعه جامعة RSM Erasmus مثال آخر لأحد هذه النماذج. ويبحث "البرنامج في الطريقة التي يمكن فيها للممارسات الإجتماعية والبيئية التماشي مع بعضها البعض في الإقتصاد العالمي"، بحسب (كيرت وود) مدير قسم التسويق والتسجيل في جامعة RSM الذي تابع "ما ان الجمعيات الإختيارية مثل Sustainability Club توفر مكانا يحلل وينقاش فيه الطلبة إمكانية تناول موضوع التمويل الجزئي كوسيلة لتحسين حياة الأفراد عبر تطوير مشاريع صغيرة للناس دون استخدام آليات التمويل القديمة. ونحن نحاول القيام بذلك عبر اقامت ندوات، ومؤتمرات، وحلقات نقاش بمشاركة الخبراء في المجال المهني ذاته والذين يستطيعون عرض دراسة من الميدان للطلبة الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم".

وقد أصبحت بالطبع الصورة الخارجية في مجتمعنا اليوم المتأثر بشكل هائلا جدا بالإعلام هي أهم شئ؛ ولا يعد خاطئا إمتلاك أدوات التسويق الأجدد والأكثر فعالية التي يمكن لبرامج شهادة الماجيتسير توفيرها. ما من كارثة إدارية أسوأ من إتخاذ قرارت غير مسؤولة إجتماعيا تؤدي إلى تدمير سمعة الشركة وإراداتها. وقد قامت بعض الجامعات نتيجة لذلك بتأسيس برامج لدراسة الماجيستير في إدارة الأعمال تركز على المسؤولية الإجتماعية. ومن بين الكليات التي أطلقت مثل تلك البرامج، يمكننا ذكر كلية إدارة الأعمال في جامعة Nottingham وكلية إدارة الأعمال في جامعة Geneva . كما أطلقت جامعات مثل Tuck بضع مؤتمرات حول هذا الموضوع وموضوع حوكمة الشركات التي تعد مادة أساسية بالإضافة إلى شمل هذين الأمرين مع العديد من المواد التي تدرس في الجامعة. وقال العميد (بول دانوس): "نحن نهتم بشدة في موضوع حوكمة الشركات في جامعة Tuck. اذ نهدف الى غرس الممارسات الحسنة في طلبتنا مما سيساعدهم بشكل كبير في حياتهم المهنية". ويؤدي غرس تلك الأسس في الطلبة الى حملات تسويق أكثر فعالية.

وتؤدي العولمة والتحديات التي تخلفها الى فجوات معرفية ينبغي اشباعها بغض النظر عن المميزات التي تجلبها. وينظر العديد من رجال الأعمال الى ما سبق من باب كونه حافزا أخلاقيا. وكما قال (توني سادونيتشيك): "أصبح المصوتون و المستهلكون يركزون بشدة على استراتيجيات مسؤولة تزودهم (وأطفالهم) وهؤلاء الذين يعملون في مجال التطوير بحياة أفضل من الناحية الصحية كما من ناحية الإستدامة. وبدأت الحكومات والشركات تدرك أهمية تطوير سياسات واستراتيجات تعكس هذا الواقع".

المصدر: http://www.topmba.com

Mohannad Aljawamis
  • قام بإعلانها Mohannad Aljawamis - ‏24/04/2008
  • آخر تحديث: 03/12/2018
  • قام بإعلانها Mohannad Aljawamis - ‏24/04/2008
  • آخر تحديث: 03/12/2018
تعليقات
(0)