تقوم الشركات الناجحة بتطوير استراتيجيات تساعد على تحسين إنتاجية موظفيها، تسمى عادةً استراتيجيات التعلم والتطوير. ووفقًا لاستبيان بيت.كوم حول التقدم الوظيفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإنّ 86٪ من المهنيين يعتبرون التقدم الوظيفي مهمًا للغاية و80٪ من المجيبين صرّحوا بأنهم قد يتركون شركتهم الحالية للحصول على فرص تدريب أفضل.
ما هي استراتيجية التعليم والتطوير؟
لضمان نجاح شركتك، تحتاج إلى إنشاء استراتيجية واضحة للتعليم والتطوير، حيث أن هذه الاستراتيجية هي العملية التي تحدد فيها الخطط والتدابير التي سيتم اتخاذها لتحسين مهارات موظفيك وقدراتهم، إذ تساعد المهارات الجديدة التي قد يكتسبها موظفوك على تحسين إنتاجيتهم وبالتالي تقديم قيمة أفضل للشركة.
كما أن استراتيجية التعليم والتطوير الفعالة تعزز التقدم الوظيفي وولاء الموظف، وهي تحفز الموظفين على رفع مستوى أدائهم وبالتالي تعزيز العلامة التجارية لشركتك. وتتميز استراتيجية التعليم والتطوير الفعالة بكونها تساهم في توفير التكاليف أيضًا، ويعني ذلك أنه يمكنك إنشاء استراتيجية مناسبة لميزانيتك والحصول على قيمة مقابل الأموال التي يتم إنفاقها. وفي حال أردت لشركتك التميّز عن منافسيها في السوق، فيجب أن تتعلم كيفية الاستثمار في رأس المال البشري.
ولكن السؤال هو كيفية تبني استراتيجية فعالة لتعليم وتطوير موظفيك؟ إليك بعض النصائح للبدء.
عليك تحديد مجموعة المهارات المتوفرة حاليًا في شركتك والتعرف على الفجوات التي يجب ملؤها. ويمكن القيام بذلك من خلال التواصل مع موظفيك واستخدام الاستبيانات والاستطلاعات وما إلى ذلك للحصول على ملاحظاتهم وآرائهم، حيث سيساعدك ذلك على معرفة المهارات التي يحتاجها موظفوك لزيادة إنتاجيتهم. وأخيرًا، تحتاج إلى التفكير في مؤشرات الأداء الرئيسية التي يمكن أن تساعدك على تقييم الدورات والبرامج المهنية المختلفة بشكل فعال والتي تتوافق مع أهداف شركتك، وتحديد كيف يمكن لهذه البرامج تحسين المهارات التي يملكها الموظفون في شركتك.
عند بناء استراتيجية التعليم والتطوير، عليك الأخذ في الاعتبار أن اعتماد طريقة واحدة للجميع لا يمكن أن تنجح، حث يمتلك كل موظف في شركتك مهارات ومعرفة وخبرات مختلفة. لذلك، تحتاج إلى بناء استراتيجية فريدة لكل دور وظيفي على حدى. إحدى الطرق الفعالة هي اعتماد التعليم الإلكتروني، فبهذه الطريقة، يمكن للموظفين تطوير المهارات التي يحتاجون إليها من خلال اتباع خطة التعليم الإلكتروني التي أنشأتها والبدء بالتعلم في الوقت الذي يناسبهم. كما يعد التعليم الإلكتروني أيضًا فعالًا من حيث التكلفة نظرًا لعدم استخدام خدمات طرف ثالث.
يعد بناء استراتيجية فعالة للتعليم والتطوير طريقة فعالة من حيث التكلفة، ولكنها غير مجانية، فقبل أن تبدأ في التفكير في كيفية إنشاء استراتيجية تعليم وتطوير، يتوجب عليك تحديد الميزانية لذلك. إن تحديد الميزانية التي يمكنك إنفاقها على كل عملية تدريب سيسمح لك بالتخطيط جيدًا ومعرفة إمكانياتك، من حيث نوع وأساليب خدمات الطرف الثالث الذي يتوجب عليك الاستعانة به.
يجب أن تحافظ على استمرارية استراتيجية التعليم والتطوير لكي تضمن نجاحها، فمن خلال تنفيذ أنشطة التعليم والتطوير بشكل متكرر، سيتمكّن موظفوك باستمرار من التعلم وتطوير مهاراتهم، مما سيؤدي إلى رفع مستوى الأداء والإنتاجية. كما سيميزك هذا عن باقي منافسيك ويجعل شركتك أرضًا خصبة للأفكار المبتكرة والإبداعية. وعلاوة على ذلك، سيصبح موظفوك أكثر ولاء لشركتك كونهم سيشعرون بأنك تبحث دائمًا عن طرق للاستثمار في قدراتهم وتحسين مهاراتهم وخبراتهم.
لن تنجح استراتيجية التعليم والتطوير الخاصة بك إذا أهملت متابعة تقدمها ونتائجها، فهذه هي أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كانت استراتيجيتك ناجحة أم لا. كما ينبغي توقع عائد جيد على الاستثمار من كل استراتيجية استثمرت الوقت والموارد فيها. فاحرص على طلب آراء موظفيك أثناء وبعد كل عملية تدريب، وتتبع التطور الذي طرأ على أدائهم وإنتاجيتهم، واسألهم عن التدريب الذي أعجبهم والأمور التي لم تنل إعجابهم، وما إذا كانوا يرغبون في القيام به مرة أخرى، ثم استخدم هذه المعلومات لتعديل الاستراتيجيات التي استخدمتها واجعلها تتماشى بشكل أفضل مع قيم شركتك ونمو موظفيك.
الخلاصة
إن تنفيذ استراتيجيات فعالة للتعليم والتطوير سيعود بفوائد كبيرة على كل شركة. قد تكون هذه المهمة صعبة، ولكن من خلال اتباع النصائح الموضحة أعلاه، ستتمكن من بناء استراتيجيات التعليم والتطوير التي ستحقق لك أفضل النتائج من حيث تحسين مهارات موظفيك والعلامة التجارية للشركة وصورتها.
