تخيّل نفسك تحظى بفرصة تمكنك من تطبيق أفكارك مهما كانت غريبة أو خارجة عن المألوف على أرض الواقع. تخيّل بأن لديك طاقم عمل ينسجم تماماً مع بيئة عملك المثالية. تخيّل بأنك تدير شركة تخلق قيمة إقتصادية ومتميزة عن كافة الشركات. يطلق على ذلك اسم ريادة الأعمال. في الواقع، تعد ريادة الأعمال اليوم من أكثر المواضيع تداولاً بين المهنيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
قام بيت.كوم مؤخراً بالتعمّق في مجال ريادة الأعمال عبر إجراء دراسة تحت عنوان ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، حيث تبين هذه الدراسة مدى انتشار هذه الظاهرة في المنطقة وتسلّط الضوء على الحوافز والعقبات التي تواجه روّاد الأعمال. في الواقع، أظهرت نتائج الدراسة أن أكثر من ثلث المجيبين (71%) يفضلون العمل لحسابهم الخاص، في حين يفضل 23% منهم فقط العمل لدى شركة.
إليك لمحة عامة عن الحوافز والعقبات التي تواجه روّاد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا:
الحوافز:
1. تفضيل العمل الخاص على البطالة
إن نقص فرص العمل تدفع الباحثين عن عمل لخلق فرص جديدة. في الواقع، 1 من كل 4 أشخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا هم عاطلون عن العمل، مع استبعاد البطالة غير النظامية والبطالة المقنعة. وعلى الرغم من تأثير البطالة سلباً على نفسية الأشخاص واقتصاد البلدان، الا أنها تدفع الباحثين عن عمل للبحث عن طرق بديلة مثل خوض تجربة ريادة الأعمال وخلق فرص عمل جديدة لهم وللكثيرين غيرهم.
2. ادارة أعمالهم بأنفسهم
عندما سُئل المجيبين عن الأسباب التي تدفعهم لإنشاء عمل خاص، اختار معظمهم الاستقلالية في العمل (بنسبة 39%). في الواقع، تعد الحرية في اختيار ساعات العمل واللباس وقواعد الشركة الخ، من أهم ميزات ريادة الأعمال. فغالباً ما تؤدي الهياكل التنظيمية الطبقية والتسلسلات الهرمية الى تلاشي الاستقلالية في العمل.في الواقع، يقدّر روّاد الأعمال الإدارة الذاتية، فهي تمكّنهم من التركيز بشكل أفضل على الأمور التي يرغبون بتحقيقها.
3. العمل في وظيفة أحلامهم
من الأسباب الأخرى التي تدفع المهنيين في المنطقة لتفضيل العمل لحسابهم الخاص هو القيام بالأمور التي يحبونها، فليس من السهل إيجاد وظيفة تشعر بشغف تجاهها. في الواقع، تعد ريادة الأعمال أفضل حل للأشخاص الذين يتمثل شغفهم في البدء من الصفر والاشراف على كافة جوانب العمل. فبحسب استبيان بيت.كوم حول ريادة الأعمال، أشار 58% من المجيبين الى أن ريادة الأعمال توفر لهم إمكانية تحقيق الذات. فالذين يسعون لتأسيس عمل خاص بهم، يتخذون شغفهم كمرجع لابتكار فكرة مشروعهم.
العقبات:
4. العوائق المالية
يترتب على تاسيس عمل خاص العديد من التكاليف. فروّاد الأعمال الذين يسعون لتطوير شركتهم الناشئة ويتفوقون عن غيرهم قد يتحملون أعباء مالية. في الواقع، صرّح غالبية روّاد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا بأن التكاليف وتأمين التمويل اللازم للبدء بالمشروع هما من أكبر التحديات التي تواجههم.
5. الافتقار للدعم الحكومي
يرتبط إنشاء شركة جديدة بالقوانين والأنظمة الحكومية والحوافز الاستثمارية. في الواقع، قال 60% من المجيبين الذين شاركوا في استبيان بيت.كوم حول ريادة الأعمال، أنه يجب على الحكومات تقديم دعم أفضل لروّاد الأعمال من خلال تسهيل القوانين والإجراءات اللازمة لتأسيس الأعمال الخاصة. تعد تخفيض الضرائب وتسهيل إجراءات التسجيل والترخيص وتسهيل الوصول للمستثمرين والكفاءات من الأمثلة على بعض الاستراتيجات التي يمكن للحكومات تبنيها لتشجيع ريادة الأعمال في المنطقة.
6. يترتب على تأسيس عمل خاص الكثير من المخاطر
تماماً كما هو الحال بالنسبة لتغيير مجال العمل، يترتب على تأسيس عمل خاص العديد من المخاطر، وقد يكون في أغلب الأحيان أكثر خطورة، نظراً لاستثمار روّاد الأعمال في أموالهم وراحتهم وموظفيهم. لذا يترتب على إنشاء عمل خاص خطورة الفشل وخسارة رأس المال. قد يبدو العمل لدى شركة أكثر أماناً نظراً للتمتع بدخل شهري ثابت.
